ولما طواك البين واجتاحك الردى

وَلَمّا طَواكَ البين واجتاحَكَ الرَدى

بَكَيناكَ ما لَم نَبكِ قَطُّ عَلى قِطِّ

لَقَد كُنتَ أُنسي في الفِراشِ لِوحدَتي

إِذا بعدت ذاتَ الوشاحَينِ وَالقُرطِ

وَقَد كُنتَ تَحمي ما يَدبُّ مِن الأَذى

إِليَّ بدانٍ مِنكَ أَو كانَ في شَحطِ

وَتَحرُسُني كاللَيثِ يَحرسُ شَبلَهُ

وَيَقتل من ناواه بِاللَطمِ وَالخَبطِ

وَلَو كُنتُ أَدري أَن بِئراً يَغولني

بِمَهواك مِنهُ لاحتبستك بِالرَبطِ

وَلَكِنَّ أَيدي الحادِثاتِ مُصيبَة

إِذا أَرسلت سهم المَنيَّةِ لا تُخطي

فَماذا الَّذي أَنعاه مِنكَ وَما الَّذي

أَعدده من كَفِّكَ الباطِشِ السَبطِ

وَمِن حُسنِ لَونٍ في قَميصِكَ بَعدَما

رأيتُكَ تَزجي لي وَتَحكم بِالقِسطِ

وَهَل نافِعي أَنّي أَرثيك بَعدَما

رأَيتُكَ تَزجي لي وَتحكم بِالقِسطِ

وَما أَنتَ إِلّا مثل حَظّي الَّذي نأى

وَتصحيفه يا مَن يُصَوِّر بِالخَطِّ