أجيرتنا بالجزع كيف خلصتم

أجيرتنا بالجِزع كيف خلصتُمُ

نَجيَّاً وأخفيتمْ حديثَكُمُ عنِّي

وقد سَمِعتْ أذنايَ نجوى فِراقِكمْ

فلا أبصرتْ عيني ولا سَمِعتْ أُذنِي

أُحَذِّرُكمْ طُوفانَ دمعي فبدِّلُوا

إِذا أزِفَ البينُ الركائبَ بالسُّفْنِ

وفي الحيّ مرهومُ الإِزارينِ بالبُكا

وآخرُ مرقومُ العِذارين بالحُسنِ

إِذا ما التقى خداهما وتقاربَا

بدتْ لك شمسُ الصحوِ في ليلة الدّجنِ

وزائرةٍ والليلُ قد زُرَّ جيبُه

على الصُبحِ والظلماءُ مسبلةُ الرُّدْنِ

أتتْ وهي أحلى في فؤادي من المُنَى

وأطيبُ من تهويمةِ الفجرِ في جَفْني

إِذا انفتلتْ أبصرتُ غصناً على نقَا

وإِن سَفَرتْ أبصرتُ بدراً على غُصْنِ

فرشتُ لها خدِّي وقبَّلْتُ كفَّها

خضوعاً ولا تقبيلَ مستلمِ الرُّكْنِ

ولما تطارحنَا الأحاديثَ بيننَا

وبُحْنَا بأسرارِ القلوب ولم نكْنَ

حلفتُ لها بالبُدْنِ تدمَى نحورُها

أليَّةَ بَرٍّ صادقٍ ليس يستثنى

لأنتِ صميمُ القلبِ والنفسِ والذي

إِذا رُمتُ حُبَّاً غيرَهُ فهو ما أعني

وما اقتسمَ العُشَّاقُ مُذْ صِرْتُ فيهِمُ

سوى سُؤْرِ وجدي والبقيَّةِ من حزني