ألا أيها الركب اليمانون ما لكم

ألا أيها الركبُ اليمانون ما لكمْ

تَشيمونَ بالبطحاء برقاً يمانيا

تُريدون إِخفاءَ الغَرامِ بجَهدكم

وهل يكتُمُ الإنسانُ ما ليس خافيا

أبَى اللّهُ أن يخفَى غرامٌ وراءهُ

دموعٌ وأنفاسٌ صدعنَ التراقيا

ويا رفقةً مرَّتْ بجرعاءَ مالكٍ

تؤمُّ الحِمى أنضاؤُها والمطَاليا

نشدتكُمُ باللّهِ إلّا نشدتُمُ

به شُعبةً أضللتُها من فُؤادِيا

وقلتمْ لحيٍّ نازلين بقربهِ

أقاموا بهِ واستبدلوا بجواريا

رويدكُمُ لا تسبقوا بقطيعتي

صروفَ الليالي إنَّ في الدهرِ كافيا

أفي الحقِّ أني قد قضيتُ ديونكمْ

وأنّ ديوني باقياتٌ كما هِيَا

فوا أسفاً حتّامَ أرعى مضيِّعاً

وآمنُ خوَّاناً وأذكرُ ناسيا

وما زال أحبابي يُسيؤون عِشرتي

ويجفونني حتى عذرت الأعاديا

وخيرُ صِحابي من كفانيَ نفسَهُ

وكان كفافاً لا عليَّ ولا لِيَا

ألم ترَ أنَّ الحيَّ طالَ نجيُّهم

لبينٍ ولبَّوا للفراقِ مناديا

وقالوا اتَّعدْنا للرحيلِ غُدَيَّةً

فواحسرتا إنْ أصبحَ الركبُ غاديا

فيا قلبُ عاودْ ما عهدْتَ من الجَوى

معاذَ الهَوى أنْ تُصبِحَ اليومَ ساليا

ويا مهجتي ذوبي ويا مقلتي اسهري

ويا نفسُ لا تُبقي من الوجدِ باقيا

ويا صاحبي المذخور للسرِّ دونَهمْ

سأُصفيكَ وُدِّي معلناً ومناجيا

إِذا ما رأيتَ السربَ يُزجي غزيِّلاً

لطيفَ الشوى أحوى المدامعِ رانيا

فلا تدنُ من ذاك الغُزَيِّلِ إنِّه

يفوتُكَ مرمياً ويُصميكَ راميا

وبلِّغ ندامايَ الذين توقَّعوا

لقائيَ بعدَ اليوم ألّا تلاقيا

فلا تطمعوا في بُرْءِ ما بي فإنَّهُ

هو الداءُ قد أعيى الطبيبَ المداويا

ولم أنسَ يوماً بالحِمى طابَ ظلُّه

ونلْنَا به عَذْباً من العيش صافيا

أرى لفتةً منكم إليه مريبةً

فهل بكمُ من لوعةِ الحُبِّ ما بيا

وليلةِ وصلٍ قد لبسنا شبابَها

إِلى أن أشابَ الصبحُ منها النواصيا

ذكرنا شكاوى ما لَقِينا من الهَوى

فلما تصالحْنَا نسِينا الشكاويا

وبِتْنَا على رغمِ الحسود تضُمُّنَا

جميعاً حواشي بُردِها ورِدائيا

وكانت إساءاتُ الليالي كثيرةً

فما بَرِحَتْ حتى شكرنا اللياليا