أيا سابقا طلاب غايته حسرى

أيا سابقاً طلّابُ غايتِه حَسْرَى

ويا واحِداً أمدادُ نعمتِه تَتْرَى

ومَنْ أذنب الأيامَ حتّى إِذا انتهتْ

إِلى يومهِ الميمونِ كان لها عُذْرَا

ومن يُوسِعُ الأيّامَ بأسَاً ونائلاً

ويملأ في ديوانِه العَيْنَ والصَّدْرَا

أترضَى لمثلي أن يعيشَ مطَرَّحاً

لدى معشرٍ لا يَعرِفونَ له قَدْرَا

قلوبُهمُ من جهلِهمْ في أَكِنَّةٍ

وآذانُهم من غَيّهمْ مُلِئَتْ وَقْرَا

إِذا سَمعِوا بالفضلِ يوماً تربَّدَتْ

وجوهُهمُ سُوداً قسائِمُها غُبْرَا

يُغالونَ بي عن غيرِ علمٍ وإنَّما

يرَون مُقامي بين أظهُرِهم فَخْرَا

ولو عَرَفُوا مقدارَ فضلي ألِفْتُهمْ

ولم ألتمسْ منهم ثَواباً ولا أجْرَا

وما أنا إلا كالكريمةِ كُلَّما

رأتْ كُفْأَها في المجدِ أرخصتِ المَهْرا

فهل فيكَ أن تفتَكَّني من إِسارِهم

فإنّيَ بينَ القومِ من جُمْلةِ الأسرى

تمُرُّ الليالي لستُ أسمعُ عندَهمْ

من الفضلِ نظماً يونقُ السمعَ أو نثرا

وما ساقَني فقرٌ إليكَ وإنَّما

أبَى لي عزوفُ النفسِ أن أعرِفَ الفقرا

وما أبتغي إلا الكرامةَ إنها

سجيَّةُ نفسٍ مِرَّةٍ مُلِئَتْ كِبْرا