أيكية صدحت شجوا على فنن

أيكيَّةٌ صدحتْ شَجْواً على فَنَنٍ

فأشعلتْ ما خبا من نارِ أشجاني

ناحتْ وما فقدت إِلفاً ولا فُجِعَتْ

فذكّرتنيَ أوطاري وأوطاني

طليقةٌ من إِسارِ الهمِّ ناعمةٌ

أضحتْ تجددُ وجدَ الموثَقِ العاني

تشَّبهتْ بيَ في وجدي وفي طربي

هيهاتَ ما نحنُ في الحالينِ سِيانِ

ما في حَشاها ولا في جَفْنِهَا أثرٌ

من نارِ قلبي ولا من ماءِ أجفاني

يا ربَّةَ البانةِ الغنَّاءِ تحضنُها

خضراءُ تلتفُّ أغصاناً بأغصانِ

إِنْ كان نَوْحُكِ إسعاداً لمغتربٍ

ناءٍ عن الأهلِ ممنوٍّ بهجرانِ

فقارضيني إِذا ما اعتادني طَرَبٌ

وجداً بوجدٍ وسُلواناً بسلوانِ

أو لا فَقَصْرَكِ حتى أستعينَ بمنْ

يَعْنِيهِ شاني ويأسُو كَلْمَ أحزاني

ما أنتِ مني ولا يعنيكِ ما أخذتْ

مني الهمومُ وما تدرينَ ما شاني

كِلي إِلى الغيمِ إِسعادي فإِنّ لهُ

دمعاً كدمعي وإِرناناً كإِرناني