إذا كنت للسلطان خدنا فلا تشر

إِذا كنتَ للسُلطانِ خِدْنَاً فلا تُشِرْ

عليه بما يُؤذي به الدهرَ مسلما

فقد جاء في أمثالهم أنَّ ثعلباً

وذئباً أصابا عندَ ليثٍ تقدُّمَا

أضرَّ به جُوعٌ طويلٌ فشَفَّهُ

وأبقى له جِلداً رقيقاً وأعظُما

ففازَ لديهِ الذئبُ يوماً بخلوةٍ

فقال كفاكَ الثعلبُ اليومَ مطعما

فكُلْهُ وأطعِمْهُ فما هو شكلُنَا

ولستُ أرى في أكلهِ لك مأثما

فلما أحسَّ الثُعْلُبانُ بكيدِه

تطبَّبَ عندَ اللَّيثِ واحتال مُقدِما

وقال أرى بالمَلْكِ داءً مماطِلاً

تهدَّمَ منه جسمُه وتحطَّمَا

وفي كَبِدِ الذئب الشِفاءُ لدائِه

فإِنْ نالَ منها يَنْجُ منه مُسَلَّما

فصادفَ ذا منه قَبولاً فعندَها

أحال على الذئب الخبيث فصمَّما

فأفلتَ ممسوخَ الإِهابِ مرمَّلاً

فلما رآه الثُعْلُبانُ تبسَّمَا

وصاحَ بهِ يا لابسَ الثوبِ قانياً

متى تخلُ بالسُلطانِ فاسكت لتسلما