إني لأذكركم وقد بلغ الظما

إني لأذكركمْ وقد بلغَ الظما

منّي فاشْرَقُ بالزُلالِ الباردِ

وأُرِي العِدَى أنَّ الاساءَةَ منكمُ

خَطأٌ وتلك سَجيَّةٌ من عامدِ

ويصِحُّ لي قولُ الوُشاةِ عليكُمُ

فأردُّهُ عنكمْ بظَنٍّ فاسدِ

وإِذا طويتُ هواكِ عنهم نَمَّ بي

وَجْدٌ يدلُّ على لسانٍ حامدِ

وإِذا سُئِلتُ عن السُّلوِّ أجبتُهم

بلسانِ معترفٍ ونيَّةِ جاحدِ

إنْ لم يكنْ سِحراً هواكِ فإنَّهُ

والسحرُ قُدَّاً من أدِيمٍ واحدِ

ما زلتُ أزهَدُ في مَودَّةِ راغبٍ

حتى ابْتُلِيْتُ برغبةٍ في زاهدِ

ولَربَّما نالَ المُرادَ مرفَّهٌ

لم يَسْعَ فيه وخابَ سَعْيُ الجاهدِ

هذا هو الدَّاءُ الذي ضاقتْ بهِ

حِيَلُ الطبيبِ وطالَ يَأْسُ العائِدِ