الحمد لله الذي خصنا

الحمد لله الذي خصّنا

من فضله بالنعم الغامره

ألهمنا فكّ الرموز التي

تكاتمتها الأمم الغابره

بغير أستاذ ولا مرشد

إلى اختيار الطرق الجابره

إلا بتوفيق له سابق

منّتنا عن شكره قاصره

وهمه تقضي بتسديده

قد ساعدتها مقلة ساهره

والبحث عن كل الفنون التي

بها تزكى الأنفس الزاهره

وصلوات الله تترى على

محمد والعترة الطاهره

وبعد فالحكمة مخزونة

مكتومة شاردة نافره

قد ضلّ قوم بتآويلها

فيالها من صفقة خاسره

محجوبة بالرمز لكنها

بالكشف في أثنائها سافره

نشراً بها فينا وطياً لها

في همج حائرة بائره

وربما جاءك من رمزنا

خلاف ما عندك بالنادره

فأحسن الظن بنا إنما

كلامنا في الصنعة الفاخره

وذاك كشف للرموز التي

قد أضمرتها الفطن العابره

وإنما تعريض أسلافنا

بالرمز والترجمة الساتره

ضناً بسر الله في أرضه

وخفية للفتن الثائره

فإِن تفطنت فلا تبده

إلا تكن تبغي به الآخره

وكل وأنفق غير مستأثر

فقد كفيت الفقر والفاقره

واسعَ لعقباك ولا تغترر

بهذه الغادرة الساحره

وقدّم الخيرات واسهر لها

ليلك إنّ الموعد الساهره

وكن على نفسك مستحفظا

واحذر جوار الأنفس الحائره