بنفسي أنت ظاعنة تولت

بنفسيَ أنتِ ظاعنةً تولَّتْ

وخلَّت في الحشى وجداً مُقيما

بَنَيْتُ بها فما استكملتُ عُرْسِي

إِلى أن قيلَ مأتمُها أُقِيما

يعزُّ عليَّ أنْ آنستِ قبراً

حللتِ به وأوحشتِ الحريما

فيا لَكَ منزلاً قد عادَ قَفْراً

ويا لكِ جنّةً صارت جحيما

وكنتُ إِذا اعتراني الهمُّ آوي

إِلى بيتي فيُنْسيني الهُموما

فصِرتُ إِذا أوَيتُ على نشاطٍ

إليهِ هاجَ لي وجداً قديما

فلو أنَّ الدموعَ كلمنَ خَدَّاً

تركن بصفحتَيْ خدِّي كُلوما

ولو أنَّ الهمومَ جلبنَ حَتْفَاً

بعيداً كنتُ مُذْ زمنٍ رَمِيما