حكماؤنا وصفوا لنا صنما

حكماؤنا وصفوا لنا صنماً

فيه لغامض سرناعلمُ

في السوق منصوباً بمدرجة

يجتاز فيها العرب والعجمُ

في قدّ إنسانٍ عُلاوتُه

والمنكبان عليهما كرمُ

فيه العناقيد التي نضجت

حمر وقبل نضاجها سحمُ

يا عاصر العنقود خذه إذا

ما احمر فهو لنضجه شمُ

واعصره واكتفه بخابية

قد سدّ غامض بابها ردمُ

فإذا تكرهت الشراب فخذ

حجراً نقياً ما له حجمُ

واجعله أقساماً توزعها

فلكل نوبة طبخة قسمُ

واطرحه في دن الشراب ولا

تعجل عليه فإنه الحزمُ

ثم اشوه بالرفق مبتدئاً

فيصير كلساً ما له جرمُ

واشرب شراباً لا نظير له

ما بعده عطش ولا وهمُ

فاطن لما وضع الحكيم لنا

فيما حكاه فإنه الغنمُ