خليلي لا راع الفراق حشاكما

خليليَّ لا راعَ الفراقُ حشاكُما

ولا فرَّقَتْ شملَ الجميعِ نَواكُما

ولا زِلتُما كالفرقدينِ تلازُماً

أجدّكما لا تذكرانِ أخاكما

لئِن خُنْتما في العهدِ بعدي فإنَّني

وحقِّكما لم أرجُ إلّا رضاكما

وإن ذُقتما السُّلوانَ بعدِي فإنَّني

وحقِّ الهَوى لم أسْلُ حتى أراكما

أغارُ على ريحِ الصَّبَا إنْ تنفستْ

بريحكما أو أعقبتْ بثراكما

وما ذُبتُ إلّا لاعتلاقِ نسيمها

إِذا خطرتْ حتى أزورَ ذراكُما

ولا شجوَ إلّا أنّ سَجْلي سقاكُما

وأنّكما يُعطَى سوايَ حيَاكما

فإنْ نجتمعْ قبل المماتِ فناقتي

وراكبُها والحاديانُ فداكُما

وإن متُّ من قبلِ اللقاءِ فإنَّني

سأُنشَرُ إنْ مرَّتْ عليَّ يَداكُما

أُحِبُّكُما طولَ الحياةِ فإن أمتْ

فلا شكَّ أنْ يهوَى صدايَ صداكُما

ولو شُقَّ عن سوداءِ قلبي وفتشتْ

جوانبُه لم يُلْفَ إلّا هواكُما