يا روضة الحسن إن ضن السحاب بما

يا روضةَ الحُسْن إنْ ضَنِّ السَّحَابُ بما

يرويكِ أغناكِ عنه دمعِيَ الهَطِلُ

حيَّا ثراكِ حَياً من عبرتي حَدِبُ

ولا عَداكِ صباً من زفرتي غزِلُ

وصبَّحتكِ من الأرآمِ جازيةٌ

ترعى رُباكِ وترعَى حسنَها المقلُ

ويا نسيماً عليلاً زارني سَحَراً

هيَّجتَ ما بيَ لا اهتاجتْ بك العِلَلُ

روَّحْتَ جمرَ حشىً لم يبقَ منهُ سِوى

شرارةٍ فهو مذ روحتها شُعَلُ

ووقفةٍ في جَنانِ الليلِ خافيةٍ

عن الوشاةِ فلا رُقْبَى ولا عَذَلُ

وافتَ وفوقَ لآلي الثغرِ من لَعَسٍ

ختامُ مسكٍ ففضّت ختمَها القُبَلُ

كأنما ثمِلتْ من خمرِ ريقتِها

جُفونُها إذ تثنَّى قدُّها الثَّمِلُ

محفوفةٌ بقصيراتِ الخُطَى خُرُدٍ

أقدامُها بالقرون السودِ تنتعِلُ

بتنا وباتَ التُّقَى يقظانَ يحرُسُنَا

ودينُنا في الهوى قولٌ ولا عملُ

ثم انثنينا وجيبي ما تعلَّقَهُ

غيرُ العَفافِ ورُدنِي من دَمِي خَضِلُ