يا شامتا لزمان قد تنكر لي

يا شامتاً لزمانٍ قد تنكَّرَ لي

فِيمَ الشماتة إن زلَّتْ بيَ القدَمُ

الوجهُ أزهرُ لم يعرِضْ له كَلَفٌ

والعِرضُ أملسُ لم يحلمْ له أدَمُ

والمالُ أُتلِفُهُ حيناً وأُخْلِفُهُ

فما على فوتِه حُزْنٌ ولا نَدَمُ

أبرَّ عِلمي على علمِ الأُلى سلفوا

لولا فضيلةُ سبقٍ حازَها القِدمُ

والجهلُ للنفسِ رقٌّ وهي إنْ ظَفِرَتْ

بالعِتق فالناسُ والدنيا لها خَدَمُ

عرفتُ ظاهرَ أيامي وباطنَها

فلا أُبالي بما شادُوا وما هَدَمُوا

لم يبقَ لي أرَبٌ في العيشِ أطلُبُهُ

قدِ استَوى عندِيَ الوجدانُ والعَدَمُ

ما ساءَني نقصُ جُهَّالٍ تَنَقَّصُني

سيَّانِ عنديَ أنْ يأسوا وأن كَلِمُوا

لا بَوْنَ بين الرِضَا والسخطِ عندَهُمُ

فلا تُبَالِ بما شادُوا وما هَدَمُوا

هل نكبتي رفعَتْهُمْ فوقَ قدرِهِمُ

فيستوي في مساعينا بنا قدُمُ

لا تُشْمِتَنَّ الأعادي صدمةٌ وقعتْ

لي بغتةً ولصرفِ الدهر مصطَدَمُ

فإنما سطوةُ السلطانِ ليس لها

عارٌ وإن نِيْلَ عِرضٌ أو أُرِيقَ دَمُ