أرجم فيك الظن كل مرجم

أرَجّمُ فيكَ الظنَّ كلَّ مُرَجَّم

وحاشاكَ لم أرْتَبْ ولم أتَنَدَّم

وعِنْدِي من الودِّ الذي ما انتحى له

سُلُوٌّ ولا أوْدى به لَوْمُ لُوّم

ذكرتُك ذكرَ النازحِ الدار دارَهُ

بحيثُ هواهُ من سحيلٍ ومُبْرَمِ

وأنت بنيتَ المجدَ بالبأسِ والنّدى

وقد هدموه في لبُوسٍ ومطعَمِ

إذا ضلَّ طُلاّبُ المكارمِ سُبْلَها

فأنتَ لها أهدى من اليد للفم

بأيِّ لسانٍ يدعي معَكَ العلا

أخو الجَهْدِ لم يكْرُمْ ولم يتكرَّم

تَوَهّمَ أن البدرَ حيثُ سرى له

فأمَّل يَعْلُوهُ بأقْصرِ سُلّم

على رِسْلِهِ حتى يُرى بينَ أرْبع

تصُدُّ عن العليا بها كلَّ مُحْرم

تَلأْلؤَ دريٍّ وغفضالَ ديمةٍ

وهيبةَ هنديٍّ وإقبالَ ضَيغم

أبا قاسمٍ خُذها عتابَ تَذُّللٍ

وَرُبَّتمَا كانتء عتابَ تَبَرُّم

أَنمْضي الليالي لا تُقضّي مآري

ولو شفّني همّي بها وَتَهمُّمي

غنيتُ بما أعْطِيْتُ عما حُرِمْتُهُ

فالاً أكن مُثْرٍ فلستُ بِمُعْدَم

وأنْكَرتُ ما لاقيتُ ثم عَرَفتُهُ

إذا كان ما لا بدَّ منه فسلّم

ولم أتحدَّثْ بالتي لا أنالُهَا

ومن يَتَعَلَّقْ بالأباطيلِ يُسْلَم

وما تَطْلُبُ الأيّامُ منّي وإنما

أنا المشرفيُّ المُنتَضى في يدِ الكمي

بعَيشِكَ سَلْها كيف كنتُ وقد جَلَتْ

عليَّ الرزايا بين بِكْرٍ وأيِّمِ

وقد وَأبيها مُيّزَتْ حقَّ مَيْزِهَا

فسلنيَ عنها غيرَ عيٍّ ولا عمي

رأيتُ الغِنَى وَقْفاً على كلِّ جاهلٍ

فيا عينَ ذي الجهلِ انْعَمي ثُمّتَ انْعَمي

أبَا قاسمٍ هاكَ الثَّنَاءَ وَإنما

هُوَ الشّوْقُ أرْمِيهِ إليكَ وَيَرْتَمي

تَأهّبَ لي صَرْفُ الزَّمَانِ بِزَعْمِهِ

لقد جُنَّ حتَّى ظنَّ أنّكَ مُسْلمي

أعِدْ نَظْرَةً في صَادقِ الودِّ غَضّهِ

يُواليك إلظَاظَ الحجيجِ بزمزم

تَيَمّمَ حتى عَايَنَ الماءَ مُطْلَقاُ

فهل تُجْزِيَنْ عَنْهُ صَلاة التيمم

أجِدَّكَ لم تَعْجَبْ لجدْبِ مَسَارحي

بحيثُ رأيتُ الرَّوْضَ رَطْبَ التنمنم

وكم نطفة منْ ماءِ وجهي أرَقْتُها

بودّيَ لو أنّي أرَقْتُ لها دمي

وما لمتُ نفسي يومَ جئْتُكَ مادحاً

ولكنّهُ مَنْ يَحْرِمِ اللهُ يُحْرَمِ

أأكسِرُ قوْسِي بعدَ عِلمي بأَنَني

رميتُ فما أخْطَيْتُ شاكلةَ الرَّمي