أتاني أن منزلها الهضاب

أتَاني أنَّ مَنزِلَهَا الهِضَابُ

وَمَنزِلَنَا الأبَاطِحُ والرّحَابُ

فَخَامَرَني لِرؤُيَتِهَا غَرَامٌ

يَهُونُ لِمِثِلِهِ الخُطَطُ الصّعَابُ

وَفي طَرقِي مَفَاوِزَ لَيسَ يَدرِي

مَسَالِكَهَا لِبيضَتِهِ العُقابُ

فَخُضتُ لَهَا التَّنَائِفَ تَحْتَ لَيلٍ

جَفَانِي فِيهِ أهْلِي والصّحَابُ

سِوى سَرجٍ تَحَمَّلَهُ سَبُوحٌ

وَغَضْبٍ لا يَلَذُّ لَهُ قِرَابُ

قَرَنْتُ بَيَاضَهُ بِسَوَادِ عَيِني

وَجَمَّعَنِي وَطَلْعَتَهُ النِّقَابُ

صَرَفْتُ ظِباهُ نَحْوَ

يُكَلِّمُهُ إذَا انْفَحَمَ الخِطَّابُ

فَأنَّسَنِي وَوَحشُ اللَّيلِ يَسطُو

عَلَى أمْثَالِهِ ظُفُرٌ ونَابُ

وَشَاهَدْتُ المَنِيةَ دوُنَ سَلمَى

وَكَانَ بُلُوغَهَا العجب العَجَابُ

فَقَالَتْ مَن تُرَاهُ أعَزَّ مِنِّي

فَقُلْتُ وَحَقِّك المَلِكُ المُهَابُ

أبو الحَسَنِ المُفِيضِ عَلى البَرَايَا

مَحَاسِنَ لا يُحِيطُ بِهَا الحِسَابُ

هوَ البَاشَا الذِي خَضَعَتْ وذَلَّتْ

لِسَطوتِهِ مِنَ الأمُمِ الرّقَابُ

بِنَفسٍ لاَ تَمِيلُ إلى وَضِيعٍ

وَكَفٍّ لاَ يُعادِلُهُ السَّحَابُ

وَعَزمٍ يَنشدُ الثَّقَلانِ فِيِه

بِغَيِرِكَ صَارِماً ثُلِمَ الضّرّابُ