يا ليلة الأنس بالحمام لا برحت

يَا لَيلَةَ الأُنسِ بِالحَمَّامِ لا بَرِحَتْ

سَاعَاتُ حُسنِكِ في طِيبٍ وفي طَرَبِ

بِتنَا بها وَالنُّجُومُ الزُّهرُ تَلحَظُنَا

وَالبَدرُ من بَينِهَا يَنحَطُّ في حَبَبِ

في مَحفَلٍ كُلُّهُمْ سَمْعٌ إذا طَلَعَتْ

زُهرُ المَعَانِي وَقَد نَادَتْهُ من كَثَبِ

يُديِرُ مِن نَادِرِ الأشعَارِ مُنشِدُهُم

فَيَعجَبُونَ بِهَا لا بِابنَةِ العِنَبِ

وَلِلرَّبَابِ زهوٌ وحُقَّ لَهُ

والعُودُ هَمهَمَ كَالغَضبَانِ ذي الأدَبِ

والطَّارُ كَالطَّيْرِ في أجرَاسِهِ حَنقٌ

والنَّايُ قالَ أنَا المَخصُوصُ بِالشَّنَبِ

مَا كَانَ أسرَعَ ما لاَحَ الضّيَاءُ بِهَا

واللَّيلُ من سَيفِهِ قد جَدَّ في الهَرَبِ

عُودي ولَو مَرَّةً إنِّي لَمُنتَظِرٌ

فَرُبَّمَا جَاءَتِ الآَمالُ بِالعَجَبِ

بِذلِكَ الجَمعِ لا أبغِي بِهِ بَدلاً

وَبُغيتي أن يرى في وَسطِهِ شَلَبِ