الموت في الفراش

 

1

أيها السادة :

لم يبق اختيار..

سقط المُهرُ من الاعياء

وانحلت سيور العربة

ضاقت الدائرة السوداء حول الرقبة

صدرنا يلمسه السيفُ

وفى الظهر الجدار..!!

2

أيها السادة :

لم يبق انتظار..

قد منعنا جزية الصمتِ لمملوكٍ وعبدْ

وقطعنا شعرة الوالى ” ابن هند”

ليس ما نخسرهُ الان

سوى الرحلة من مقهى الى مقهى

ومن عارٍ لعارْ!!

****

على محطات القرى

ترسو قطاراتُ السهادْ

فتنطوى أجنحة الغبار فى استرخاءة الدُنوّ

والنسوة المتشحاتُ بالسوادْ

تحت المصابيح ، على أرصفة الرسوّ

ذابت عيونهن فى التحديق والرنوّ

علَّ وجوه الغائبين منذ أعوام الحداد

تشرقُ من دائرة الأحزان والسلوّ

****

ينظرن  حتى تتآكل العيونُ

تتآكل الليالى

تتآكل القطاراتُ من الرواح والغدوّ

والغائبون فى تراب الوطن – العدوّ

لا يرجعون للبلاد

لا يخلعون معطف الوحشة عن مناكب الأعياد!!

3

نافورة حمراء

طفل يبيع الفُلَّ بين العربات

مقتولة تنتظر السيارة البيضاء

كلبٌ يحكُّ أنفه على عمود النورْ

مقهى  ومذياعٌ  ونردٌ صاخبٌ  وطاولاتْ

ألوية ملويه الاعناق فوق الساريات

أندية ليلية

كتابةٌ ضوئية

الصحف الدامية العنوان  بيض الصفحاتْ

حوائط وملصقات

تدعو لرؤية (الاب الجالس فوق الشجرة)

والثورة المنتصرة!!

إيقاعات :

سرحان. يا سرحان

والصمت قد هدَّكْ

حتى متى وحدكْ

يَخْفِرُك السجان ؟

****

نقْتُلُ .. أو نُقْتَلْ

هذا الخيار الصعبْ

وشلنا بالرعب

تَرَدُّدُ العُزَّلْ

****

فى البيت ، فى الميدانْ

نُقْتَلُ..  يا سرحان!!

أبخرةُ الشاى  تدور فى الفناجين ، وتشرئب

يلتَمُّ شمل العائلة

إلا الذى فى الصحراء القاحلة

يرقد فى أمعاء طائرٍ وذئب

(يهبط من صورته المقابله

يلتف حول رأسه الدامى شريط الحزنْ

يجلسُ قرب الركنْ

يصغى إلى ثرثرة الأفواه والملاعق المبتذلة

ينشقُّ فى وقفته  نصفين

يصبُّ فى منتصف الفنجان  قطرتين

من دمه

ينكسر الفنجان  شظيتين)

ينكسر النسيان

وهو يعود باكياً

إلى إطار الصورة المجللة

بآية القرآن!!!

إيقاعات:

الدم قبل النوم

نلبسه  رداء

والدم صار ماء

يراق كل يوم

****

الدم فى الوسائدْ

بلونه الداكنْ

واللبن الساخنْ

تبيعه الجرائدْ

****

اللبن الفاسدْ

اللبن الفاسدْ

اللبن الفاسدْ

يخفى الدم – الشاهدْ

4

” أموت فى الفراش  مثلما تموت العير “

أموت ، والنفير

يدق فى دمشق

أموت فى الشارع : فى العطور و الازياءْ

أموتْ  والاعداءْ

تدوس وجه الحق

” وما بجسمى موضع الا وفيه طعنة برمحْ  “

 إلا وفيه جُرحْ

إذن

” فلا نامت أعين الجبناء”

أمل دنقل 1970