أبيض مجردة أم عيون

أبيض مجردة أم عيون

تسل وأجفانهن الجفون

عجبت بها قضباً باتره

تصول بها المقل الفاتره

فتغدو لأرواحنا واتره

ظباء فتكن بأسد العرين

وغائرة خرجت من كمين

إذا ما هززن رماح القدود

حمين النفوس لذيذ الورود

حياض اللمى ورياض الخدود

فلا تطمعنك تلك الغصون

فإن كثيب نقاها مصون

وفيهن فتانة لم تزل

أوامر مقلتها تمتثل

ومن أجل سلطانها في المقل

تقول لها أعين الناظرين

إذا ما رنت ما الذي تأمرين

منعمة ردفها مخصب

وما اهتز من خصرها مجدب

مقسمة كلها يعجب

فجسم جرى فيه ماء معين

وقلب غدا صخرة لا تلين

أما وعلى الصالح الأوحد

ردى المعتدي وندى المجتدي

وجعد العقوبة سبط اليد

ومن نصر العترة الطاهرين

ونعم النصير لهم والمعين

لقد شرفت مصر والقاهرة

بأيام دولته القاهرة

وأصبح للدولة الطاهرة

بعزم ابن رزيك فتح مبين

وعزم ابنه ناصر الناصرين

إذا ما بدا الملك الناصر

بدت شيم مالها حاصر

يطول بها الأمل القاصر

كريم السجية طلق الجبين

يرى الله كلتا يديه اليمين

فتى شأو همته لا ينال

فماذا عسى في علاه يقال

وقد حاز أنهى صفات الكمال

وخوله الله دنيا ودين

وأضحى له كل خلق يدين

فلا زال ظل أبيه مديد

مدى الدهر في دولة لا تبيد

وبلغ في نفسه ما يريد

وأخوته السادة الأكرمين

وفي عمهم فارس المسلمين