أيها الناس والخطاب إلى من

أيها الناس والخطاب إلى من

هو من حيث فضله إنسان

هذه خطبة إلى غير شخص

نظمت نثر عقدها الآذان

لم أخصص بها فلاناً فإني

في زمان ما في بنيه فلان

من يكن عنده مزية فهم

فليكن سامعاً فعندي لسان

لم يميز بين البرية إلا

حسنات يزينها الإنسان

والخطايا مستورة بالعطايا

كم جميل به المساوي تصان

لا يغرنكم زيادة حال

فالزيادات بعدها النقصان

وإذا الدوح لم يظل من الشم

س فلا أورقت له الأغصان

وأحق الأنام بالذم جيل

بين أبنائه الكريم يهان

طرق الجود غير ما نحن فيه

قد سمعنا الدعوى فأين البيان

أصبح الجود قصة عند قوم

مستحيل في حقها الإمكان

وعدمنا بشراً يدل عليه

إنما النار حيث نم الدخان

كذبوني بواحد يهب الأل

ف وأنّى من السماع العيان

كم شبعتم ونحن في الحي غرثى

هل أمنتم أن ينفث الغرثان

وصدرتم ريا ونحن عطاش

فلماذا يترشح العطشان

لا بشاشاتنا رضى فأفيقوا

رب راض وقلبه غضبان

ذمنا للزمان ذم لمن في

ه وحق أن لا يذم الزمان