المدح يدري أنكم أكبر

وقال أيضاً:

السريع

المدح يدري أنكم أكبر

من كل ما ينظم أو ينثر

وإنما يثني على فضلكم

كل ولي بالذي يقدر

ولو عذرتم كان إحسانكم

مطالباً بالشكر لا يعذر

وكيف يقضي حقكم مادح

ظلت قوافيه بكم تفخر

نسط من خاطره أنكم

منه بما ينشده أخبر

وأنكم من كل مسترزق

بالشعر من أيديكم أشعر

يا آل رزيك نداء امرئ

يضمر فيكم فوق ما يظهر

مازال يستخبر عن فضلكم

وهو كضوء الشمس بل أشهر

حتى إذا شاهد أفعالكم

صدق حسن الخبر المخبر

أنتم يد الله مشكورة

ومنة الله لا تكفر

طويتم الجور إلى أن غدا

في كل أرض عدلكم ينشر

وأينع المعروف في عصركم

فلا انقضى واجتنب المنكر

عليكم قبل ملوك الورى

في كل أمر تقعد الخنصر

جمعكم عول على فضلكم

أصغرهم في القدر والأكبر

فليستديموا بموالاتكم

سوابغ النعمة وليشكروا

فنعمة الله إذا أُطلقت

ولم تقيد بالوفاء تنفر

بذكركم يفتخر السيف وال

أقلام والقرطاس والمنبر

والأمر والنهي ودين الهدى

والملك والأبيض والأحمر

وتخجل الأرض إذا أنشدت

أوصافكم والمسك والعنبر

لم تخلقوا إلا على قدر ما

يختاره المجد وما يؤثر

وجوهكم يقطر ماء الحيا

منها وأيديكم بها تقطر

بالصالح الهادي سموتم على

كل عظيم قدره يذكر

أبلج صرف الدهر عن أمره

ونهيه يورد أو يصدر

ديمة كفيه فلا أقلعت

بأساً وجوداً أبداً تمطر

الكاشف الغمة من بعدما

راح بها سرب الهدى يذعر

تارك نصر وأبيه لقاً

تنثاب أشلاءهما الأنسر

وتارك الدور التي شيدوا

خاوية خالية تصفر

شرفها بعدهما معشر

قدرهم من قدرها أكبر

وطهر الناصر أرجاءها

والغيث إن جاد الثرى يطهر

مرت عليها سحب إحسانه

فاخضر من ساحتها المرمر

وكل يوم للندى عنده

وللقرى الجم بها محضر

وللعطايا يا موسم جامع

فيها وللشعر بها معشر

لو لم تكن جنة خلد لما

جرى بها من جوده كوثر

ولا تلا المدح على سمعه

أبشر فشانيك هو الأبتر

لو لم تغص في بحر إحسانه

خواطري ما صح ذا الجوهر

أغر يبدو لك من وجهه

نور المعالي أبداً يزهر

كالليث إلا أن ذا باسم

والغيث إلا أن ذا أغزر

لقب بالناصر لما غدا

بسيفه دين الهدى ينصر

أعف من فوق الثرى قدرة

وهو على إمضائها أقدر

شبيبة أصبح ريعانها

من شيب نزق أوقر

مثقف الغصن على أنه

ريان من ماء الصبا أخضر

وفي ضمير الملك من حبه

سريرة لابد ما تظهر

منزلة أصبح إهلالها

فما الذي من ذكرها يستر

إن رشح الليث له شبله

فهو بها من غيره أجدر

ومن غدا الهادي له والداً

فليس من مكرمة يقصر

أصل كريم زانه فرعه ال

سامي وفرع زانه العنصر

لا ولد يغضي ولا والد

من خجل إن ضمه المحضر

أيهما أجريت ذكراً له

فغرة الثاني به تسفر

ملكان كل منهما مقلة

ومقلة الثاني لها محجر

إن جلسا فالبدر والمشتري

أو ركبا فالشبل والقسور

جادا من الدنيا لما لم يجد

ببعضه يحيى ولا جعفر

لو لم يكن قدرهما عالياً

قلت هما النعمان والمنذر