محلك لا يسام ولا يسامى

محلك لا يسام ولا يسامى

وقدرك لا يرام ولا يرامى

وناديك الكريم أجل ناد

يحج إليه من صلى وصاما

إذا البيت الحرام نأى فإنا

نزور بدارك البيت الحراما

فناء لا تزال العين تلقى

لأعيان الملوك به زحاما

وتذهلنا المهابة منه حتى

كأنا قط لم نرد المقاما

ولولا ما نشاهده لخلنا

من الإجلال يقظتنا مناما

يجل عن السلام علاً وقدراً

فنهدي بالسجود له السلاما

وكم شمنا سناء كاملياً

فلاح نعائماً وجرى نعاما

وشرفنا بمدحك كل معنى

أطلناه وقصرنا الكلاما

حديث من حديث علاك أغنى

فلم نذكر قديمك والقدامى

فكيف وبيت شاور خير بيت

تغار له الوزارة أن يساما

إذا مرح الملوك غداة فخر

وجدناكم لجامحها لجاما

وإن عميت بصائرهم رددتم

إلى نور البصيرة من تعامى

متى ما تذكروا نسيت علاهم

وعند المسك نطرح الخزاما

ألم تر شاوراً ألقت يداه

من الدنيا إلى يدك الزماما

ورشحت الوزارة منك شبلاً

حمى حرم الخلافة أن يضاما

مهيباً كف عادية الليالي

عظيماً كشف الكرب العظاما

رأت مصر أباك لها مسيحاً

فأنشر عدله فيها رماما

وأشفى ملكها سقماً فداوى

دخيلة دائها وشفى السقاما

بنيت أبا الفوارس من علاه

ذرى قعد الزمان بها وقاما

وكنت كشاور خلقاً وخلقاً

ومكرمة وعزماً واهتماما

لئن كفلت عزائمه الإماما

لقد كفلت مواهبك الأناما

وقد كان الزمان لنا عبوساً

فعلمه نداك الابتساما

فلازالت مدائحنا تهني

بكم أعيادنا عاماً فعاما

لئن خدمتك في عشر ونحر

فقد خدمتك فطراً بل صياما

لها قوت مصت سنة عليه

وعدة أشهر أيضاً تماما

وليس بمنكر للعيد يوماً

من المولى إذا طلب الطعاما