نطقت عنك ألسن الأغماد

نطقت عنك ألسن الأغماد

بجدال الرقاب يوم الجلاد

وسرى الحمد من لسان القوافي

مخبراً عن نداك في كل ناد

فتمتع بدولة خدمتها

بالتهاني مواسم الأعياد

دولة عاضدية حاسدوها

في انتقاص وخيرها في ازدياد

لك من صدرها محل الفؤاد

أو فمن طرفها محل السواد

فعل محمود كاسمه بعد أيو

ب وفاء أو كاسمه في الأيادي

ساد فيها وسد عنها خطوباً

ذهبت بين عزمه والسداد

أنت ثبتها برغم المداجي

في بداياتها ورغم المعادي

أدرفت خلفها رجالاً وخلت

معها منتهى عنان الهادي

لا خلت منك والداً لك منها

في المهمات طاعة الأولاد

والداً ألفت مساعيه فيها

بين أجفانها وبين الرقاد

هيبة تملأ الصدور ولكن

أين فيها تواضع العباد

لم تزل تغمر القلوب إلى أن

زرعت حب حبه في الفؤاد

فله في النفوس خالص ود

ثابت في ضمائر الاعتقاد

طهر الله صدره حين أعلى

قدره عن ضغائن الأحقاد

ساكن الروح سؤدداً ووقاراً

وهي أقوى في العصف من ريح

لا تغرنك البشاشة منه

وامش رفقاً فالنار تحت الرماد

لا تحرك زناده باقتداح

فلظى النار كامن في الزناد

وكذا البحر لم يزل قط يردي

وهو في العين ساكن الموج هادي

والمواضي تخشى وإن لم يجرد

حدها من بطائن الأغماد

يا شهاب الإسلام ديناً ونيا

وجزيل الندى وصدر النادي

قد جهلنا من كان يدعى كريماً

مذ عرفناك يا رسيل الغوادي

فقدت راحتيك أيدي رجال

مالها عادة ببذل الأيادي

عندهم منطق وكف جماد

ومن المعجزات نطق الجماد

كم خرطنا أغصانهم فوجدنا

بين أوراقهن شوك القتاد

جهلوا ما عرفت مني وفضلي

علم فوق شامخ الأطواد

نقصوني من حيث زادوا فكانوا

نسباً زاد نقصه بزياد

أنت واصلت بالكرامة بري

وهي أقصى مطالبي ومرادي

ثم أتبعتها بألطاف بر

بالغت في تعهدي وافتقادي

مكرمات جلبن حمدي وودي

والأيادي من جالبات الوداد

آنستني أخلاقك الغر حتى

قلدتني بل ملكتك قيادي

وتأملتني بعين خبير

سالم الفكر ثاقب الانتقاد

ثم عاملتني بما ينبغي لي

من وقار ونائل مستفاد

فابق تلقى محرماً ألف عام

قاصداً منك قبلة القصاد

بدوام العلى كبت الأعادي

وبلوغ المنى ونيل المراد