الحبيب الأول

أُحبّكَ في القنوط، وفي التمنّي

كأني منكَ صرتُ، وصرتَ منّي

أحبّكَ فوق ما وسعتْ ضلوعي

وفوق مدى يدي، وبلوغِ ظنّي

هوىً مُترنّحُ الأعطافِ، طلقٌ

على سهل الشبابِ المطمئنّ

أبوح إذن، فكلُّ هبوبِ ريحٍ

حديثٌ عنكَ في الدنيا، وعنّي

سينشرنا الصباحُ على الروابي

على الوادي، علي الشجر الأغنّ

أبوح إذن، فهل تدري الدوالي

بأنكَ أنتَ أقداحي، ودَنّي؟

أتمتم باسم ثغركَ فوق كأسي

وأرشفها، كأنكَ، أو كأني

نعيمٌ حبُّنا، فانظرْ بعيني

وعرسٌ للمنى، فاسمعْ بأذني

كأن الصحوَ يلمع في ظنوني

ويخفق في ضلوعي ألفُ غصن

على الوتر الحنونِ خلعتُ شوقي

وماج هوايَ في آه المغنّي

ففي النغم العميق إليكَ أمشي،

وأسلك جانبَ الوتر المرنّ