القصيدة السوداء

لا تَعَجل، فالليل أندى وأبردْ

يا بياض الصباح ، والحسن أسودْ

ليلتي ليلتان في الحلك الرطـ

ـب ، فجنح مضى، وجُنح كأن قد

وكأني على الغصون، من الليـ

ـن، وهز الثمار، ما تتأود

في النسيم العبيق، في النَفَس الحلـ

ـو، فيا طيب مسكةٍ تتنهد

ستِّ: نحن العبيد في مجدك الأسـ

ـود، أهل البياضِ ، نشقى ونسعدْ

من حوالي فرقيك، في مسحة الطر

رة ، شيء كأنه يتوعدْ

وعلى مسقط القميص، إلى الخُصـ

ـر، وعند انفلاته جهد مجهدْ

يشهد اللين، والملاسة، والزل ـ

ـق ، بأني في غيرها متوسد

ألف غصن في ألف هزة غصنٍ،

وقيامٌ مع الغصون و مقعد

كان أولى لو كنت آخذ بالخصـ

ـر، ولكن يكاد بالكف يعقد

سلم الخصر، فهو ينحط بالحمـ

ـل ،وينآد حيثما يتأيد

طَولِّي، ليلتي على المرمر الرخـ

ـص، وفي اللمح من سواد الزبرجد

وانزلي الأبنوس، في موسم العو

د، على مترع المناعم، أرغد

مهرجان لنا، ونهزة سعدٍ،

تحت ستر الدجى ، وزاد مزود