في ذكرى حبيب

فسحوا في محفل الشِّعر لنا،

نحن من لبنانَ، من عليا الدُّنى

جيرةُ الأرزِ، وضاحي ظِلّه،

والرُّبى الخضرِ، ووشي المنحنى

في الجمال الزَّهوِ، والحقِّ الهدى،

مكَّن اللهُ لنا ما مكَّنا

إن يكن غنَّى «أبو تمّامكم»،

فاسأَلوا عن شدوه لبناننا

كم تحنَّتْ، وتمَّنتْ أزمُناً

فأتينا، وأَعدنا الأَزمُنا

بشِّروا «جلَّقَ» في سامرها،

واهتفوا، «فابن عُنَينٍ» بيننا

مُدَّ للشِّعر بساطٌ حافلٌ

لو مشى ذو التاج فيه لانحنى

«بحبيب» الشعرِ قد عاد الهوى

وعلى ذكراه هَزُّوا السَّوسنا

أيقولون قديمٌ؟ ويحَهم!

من يظنُّ الشَّمسَ هانت مَعدِنا

كلَّما لاح شعاعٌ في الضُّحى

كان في العين الجديدَ، الأَحسنا

هكذا الشَعرُ، وهذا دأْبُه

صدقَ الآباءُ، يا أبناءنا

زعمَ الشِّعرَ لكم أُلهيَّةً

زاعمٌ لم يدرِ ما طعمُ العنا

بين صدري، وفمي، لو نظروا

مضضُ الوحي لردُّوا الأَعيُنا

إنَّ هذا الشِّعر في رونقهِ

هو ما جاء به هذا الضَّنى

رحمةً في الوحي للخالي به

إنَّه بين المنايا، والمن