ماذا في القبلة

0 تقييم

ماذا في القُبلة؟

لشدَّةِ ما حيَّره الموقعُ الإنطولوجيُّ للقُبلةِ في الحبِّ، أو ما يتصورُه حبَّاً.

مرةً قالتْ له بائعةُ هوي وهي تعدّدُ ثَمَنَ كلِّ فعلٍ يقومُ به معها (منفصلةً تماماً عن جسدِها أثناء شرحِ شُروطِ التعاقدِ.. والممارسةِ أيضاً) إنَّ لكلِّ شيءٍ ثمنَه.. وكلُّ شيءٍ ممكنٍ.. إلا القُبلةُ!

امرأةٌ مطلّقةٌ يعرفُها قبلَ الزواجِ وبعدِه تركتْ، في لحظةِ انسجامٍ كاملٍ، يدَه تصولُ وتجولُ في أنحائها البهيّةِ وشفتيه تطْبعانِ قُبلاً مُذَنَّبةً على نحرِ الصدرِ، العُنقِ، الخدينِ، ولما اقتربتا من الفمِ أدارتْ له خدَها.

استغربَ، طبعاً، هذا التمنعَ المفاجئ بعدَ أنْ قامَ بكلِّ ما يلزمُ للوصولِ الشفتين فقالتْ له: لستُ جاهزةً لتسليم مفتاحي!

لكنَّ الأغربَ من هذه وتلك الفتاةُ التي بالكاد يعرفُها ولم يكنْ في ذهنه لما دعاها إلي كأسٍ غيرُ تزجيةِ وقتٍ مرحٍ معاً.

الكؤوسُ المتلاحقةُ التي تجرعاها تحتَ قصفٍ مُتصلٍ من الضحكِ والهذرِ أدتْ إلي تلامس الأيدي، السيقانِ، تقاطعِ الأنفاسِ، فعزّزَ الإحتكاكَ بلمساتٍ اختباريةٍ للكتفِ، لوحِ الظَهرِ، تجويفِ الخصرِ أرادها عارضةً، كهذا اللقاءِ نفسِه، فتحولتْ، لدهشتهِ، ضماً وتقبيلاً علي الفم، وراحَ اللسانانِ يفتحانِ محاراً في الفمِ ويُقطّرانِ عنّاباً علي الشفاه.. وإذ حاولَ الإنتقالَ، سُفلاً، إلي الخطوةِ الأخرى أمسكتْ يدَه.

لدهشته أيضاً، بل لإحباطه، قالتْ له، بامتلاءٍ داخليٍّ لم يبلغْه: هذا يكفي!

لا بدَّ أنه احتارَ، لاحقاً، تحتَ أيِّ نجمٍ ماكرٍ يُصّنفُ أحوالَ القُبلةِ المُتَقلِّبة.

القُبلةُ..

القُبلةُ..

ماذا في القُبْلةِ؟