الحمامة

ونائحةٍ من بناتِ الهديلِ

تبثُّ إلى الروضِ أحزانها

عَراها من الدهرِ غُلْبُ الخطوبِ

فهبتْ تودعُ بستانها

وفي الصدرِ من وجدها حسرةٌ

تكادُ تفتتُ جثمانها

وعزًّ عليها فراقُ الغصونِ

وما يملكُ القلبُ هجرانها

ففيها مغارسُ عهدِ الهوى

سَقتها الغمائمُ هَتّانها

وفيها سريرُلصّبا ما يزالُ

يحنُّ فيرجِعُ ألحانها

فأذرَت مدامعَها الغالياتِ

وقد خضَّب الدمعُ أجفانها

وأهوتْ على النهرِ تُخفي الدموعَ

وتودعُ جنبيه تحنانها

أطافت بها زُمَرُ القانْصين

وأفقدها الدهرُ أعوانها

فضمتْ إلى صَدرها أفرُخاً

أثارَ التفرقُ إرنانها

وراحتْ تؤمُّ فسيحَ الغياضِ

وتبكي مدى العمر أوطانها