ولعت ببيضاء شابت أسود الشعر

وَلَعْتُ بِبَيْضاءَ شابَتْ أسْوَدَ الشَّعَرِ

أَشَيْبَةٌ أَمْ خَيالٌ خالَهُ نَظَرِي

فَقُلْتُ هذَا اعْتِداءُ الدَّهْر عَاجَلَنِي

لِطُولِ مَطْلِكَ لِي فِي أَقْصَرِ الْعُمُرِ

لا تَأَمَنِي فِي زَمانِ السُّوءِ غَدْرَتَهُ

فَإِنَّهُ مُولَعٌ بالْغَدْرِ وَالْغِيَرِ

كَونِي ولاَ تَثقِي مِنْهُ عَلَى حَذَرِ

وَمَنْ يَفُوتُ صُرُوفَ الدَّهْرِ بِالحَذَرِ

فاسْتَعْبَرَتْ ثُمَّ قالْت جَدَّ هَزْلُكَ بِي

إِذْ تَدَعِي غَلَبَ الأَحْزانِ وَالْفِكَرِ

وَلَمْ يَزَلْ حُبُّها صَعْباً عَلَى أَرَبِي

فِيهِ المَنِيَّةُ إيراداً بِلا صَدَرِ

وكَيْفَ أَعْطِفُ بِالشَّكْوَى وَرِقَّتِها

قَلْباً أَشَدُّ لَدَى الشَّكْوَى مِنَ الْحَجَرِ