وبينما المرء أمس ناعما جذلا

وَبَينَما المَرءُ أَمسَ ناعِماً جَذِلاً

في أَهلِهِ مُعجَباً بِالعَيشِ ذا أَنَقِ

غِرّاً أُتيحَ لَهُ مِن حَينِهِ عَرَضٌ

فَما تَلَبَّثَ حَتّى ماتَ كَالصَعِقِ

ثُمَّتَ أَضحى ضُحىً مِن غِبِّ ثالِثَةٍ

مُقَنَّعاً غَيرَ ذي روحٍ وَلا رَمَقِ

يُبكى عَلَيهِ وَأَدنوهُ لِمُظلِمَةٍ

تُعلى جَوانِبُها بِالتُربِ وَالفِلَقِ

فَما تَزَوَّدَ مِمّا كانَ يَجمَعُهُ

إِلّا حَنوطاً وَما واراهُ مِن خِرَقِ

وَغَيرَ نَفحَةِ أَعوادٍ تُشَبُّ لَهُ

وَقَلَّ ذَلِكَ مِن زادٍ لِمُنطَلِقِ

أَستَغفِرُ اللَهَ أَعمالي الَّتي سَلَفَت

مِن عَثرَةٍ إِن يُعاقِبني بِها أَبِقِ

بِأَيِّما بَلدَةٍ كانَت مَنِيَّتُهُ

إِن لا يَسِرطائِعاً في قَصدِها يُسَقِ