أعرني منك يا هاروت سحرا

أَعرني منك يا هاروتُ سحرا

فإِن بهِ يراعي اليومَ أحرَى

أَفضهُ عليَّ إلهاماً يداوي

جمودَ قريحتي فتسيلَ بحرا

وأوحِ بهِ اليَّ ودعهُ يجري

على قلمي ويقطر منهُ قطرا

أتى حينٌ عليَّ صمتُّ فيهِ

وذدت عن الكلام النفس قسرا

وقلتُ لها القريض تنكبيهِ

وعنهُ أجملي يا نفس صبرا

وحبل الشعر غلَّك فاقطعيهِ

بتاتاً وابدلي بالوصل هجرا

ألستِ ترينَ ربع القول أقوى

واصبح نزله المعمور قفرا

وبات بيانهُ عيًّا وأمست

فصاحتهُ كما تدرين حصرا

وقد أغمضتُ عين الحصر عمداً

ولست بسائل لي عنهُ عذرا

لأن الحصرَ بالتسكين أوفى

من التحريك بالمعنى وأجرى

مضى زمن التنافس بالقوافي

وحلو الشعر بالافواه مرا

اذاً فاسليهِ تاركةً هواهث

لمفتون على غيٍّ اصرا