حي عنا يا نسيم الوطنا

حي عنا يا نسيم الوطنا

فلقد ذُبنا عليه شجنا

من ضفاف النيل حنّت للشآم

أنفسٌ تُهدي على البعد السلام

لا تلمها يا عذولي هل يلام

مَن سلا الدنيا وحبَّ الوطنا

من رُبى الاهرام للارز صبا

مغرمٌ يذكرُ أيامَ الصبا

في ربوعٍ أهلها أيدي سبا

ذهبوا والبؤس فيها استوطنا

يا ربوعاً كلما دار لها

في فمي ذكرٌ شجاني وَلها

عنكِ قلبي قطُّ يوماً ما لها

كيف ألهو عنكِ يا كلّ المنى

أنتَ يا لبنانُ معشوقي القديم

وفؤادي بكَ لم يبرح يهيم

ولى مَن فيكَ من أهلي مقيم

ذُبتُ شوقاً والتياعاً وضنى

طودُكَ السامي الذُّرى الفخمُ المهيب

تحتهُ سفحٌ على وَادٍ خصيب

كلما أذكرهُ عني تغيب

هذه الدنيا وأنسى من أنا

فيك أحبابي الأعزاءُ الكرام

ضنكهم عن وصفه ضاق الكلام

فمتى عنهمُ ينجابُ الظلام

وينالون الهنا بعد العنا

عن قليل سنرى هذا الندا

مستجاباً غير متروكٍ سُدَى

واذا الساري رأى النجم بدا

صاح يا قومُ ابشروا الصح دنا