سمعت مقال نفسي فاعتراني

سمعت مقال نفسي فاعتراني

ذهول حرت فيه وضقت صدرا

وبعد تأملي في ما ارتأتهث

شهدت لها بصحتِه مقرا

وأيقظت القريحة من كراها

فلبتني ولي لم تعصِ امرا

وسالت واليراع يمد منها

ويرقم وحيَها سطراً فسطرا

عن الحرب التي دارت رحاها

فصار لها سوادُ الناس برا

تدفق سيلها فطما عليهم

وأصبح غامراً للارض غمرا

وشبّ ضرامها فشوى البرايا

كما تشوي الاتاتين الاجرا

أضلمت بالوليد فشاب هولاً

ولامست الحديد فذاب صهرا

ولستُ أرى لها وصفاً سوى ما

زهير قالهُ وكفاهُ فخرا

كأن الغيب صورها لديهِ

فأحكم وصفها فرواه شعرا

ولو كبرى حروب الارض عُدَّت

لما حسبت لديها غير صغرى