فقالت لي رويدك لا تسمني

فقالت لي رويدك لا تسمُني

تحملَ ما يكون عليَّ وقرا

افي وقت كهذا تقتضيني أل

سكوت ولو سكتُّ لمتُّ قهرا

تحرضني عليهِ وأنت مني

لأعلم باستحالتهِ وأَدرى

ولو مثلي افتكرت بهِ قليلاً

لما صوَّبت فيهِ قطُّ فكرا

ومن يك يستطيع اليوم قولاً

ويسكت يُستخف بهِ ويزرى

أأسكت والجمادُ يئز حولي

ويهدر طالباً للنطق مجرى

وأنت وانت من لحم ودمٍ

تظل على سكوتك مستمرا

ألم تر هول هذي الحرب غشى

محياها فأدجن وأكفهرَّا

وناب جمادها فعراهُ ذعرٌ

فجلجل من جراه واقشعرا

الم تسمع حديث الناس عنهُ

يكرر مرة ويعاد أخرى

صداه مرددٌ في كل نادٍ

وكلُّ فمٍ بهِ كلفٌ ومغرى

فان تعرض فليس سواه يشرى

وان تكتب فليس سواه يقرا

وسلك البرق لا يهتز الا

بهِ فيذرهُ في الارض ذرَّا

وان يك كل هذا غير كافٍ

لرفع القيد عنك فلست حرا

والا فاجلُ ذهنك يصفُ واشحذ

يراعك يمضِ منصلتاً مكرَّا

وخط به على القرطاسِ شعرا

يزفُّ الى نهى القراءِ سحرا