وطني ناجاك عن بعد بنوك

وَطني ناجاكَ عن بعدٍ بنوك

وعلى ذكراكَ دامُوا ما نَسوك

شوقُهم باقٍ على رغم البعاد

كلّ يومٍ في نُموٍ وازدياد

واذا ألفوك محتاجاً لفاد

واستطاعوا عرضوا أن يفتدوك

كلما هبّ نسيمٌ عَطرُ

ذكروا لبنانهم واستعبروا

وبهم هاج الجوى يستعر

كقتاد لافح اللذعِ يشوك

وطني لبنانُ يا شيخَ الجبال

يا مليكَ الحسن ياربَّ الجمال

راقَ في وصفِكَ لي نظم اللآل

ولها غُرُّ معانيك سلوك

وَطني ما أنتَ ارضاً بل سما

جنةٌ كوثرها يُروي الظما

ولجرح القلب يغدو بلسما

ورداءَ البرءِ للمضنى يحوك

جلَّ مَن زانك بالوجه الجميل

والنسيم العطِرِ البرد البليل

نفحةٌ من طيبه تشفي العليل

والى استنشاقها تصبو الملوك

وطني ماؤك شهدٌ أو رحيق

وحصى واديكَ درٌّ أو عقيق

والى ناديك قد سدُّوا الطريق

وعلينا منعوا فيه السلوك

كنتَ تزهو برياضٍ وحقول

ممرعات في جبالٍ وسهول

وعليها اذ سطت أيدي المغول

مثلوا فيها وقفراً غادروك

وطني مهما يطل هذا الفراق

فقريباً سوفَ يتلوهُ تلاق

ولفجر الحقّ في الشرق انبثاق

يتجلى ماحقاً ليلَ الشكوك