ويم الدردنيل زقا صداه

ويم الدردنيل زقا صداه

وصرّ فأَودع الآذان وقرا

ففيه بوارج الحلفاء شامخات

تناطح منه طوداً مشمخرا

مجانقها رمته ولم يكن ما

رمته به حصىً بل كان جمرا

قذائف لو أصبن صميم صخر

أصم أذَبنه سحقاً وصهرا

دككن حصونه الاولى فباتت

على عبريه للرائين اثرا

واوغلت الدوارع فيه تمشي

الى ابراجه الوسطى السبّطري

واصلتها قنابل ماطرات

لها بالنار والفولاذ مطرا

فقاضتها واذ كادت تذيقُ ال

أخيرةَ ضربها الاحمى الاحرّا

أصابت بعضها متفجراتٌ

من الألغام فيه بُذرنَ بذرا

فكنَّ ككهرباءَ يشعُّ منها ال

ضياءُ اذا لها لامستَ زرَّا

وذلك الانفجارُ حمى عبور ال

مضيق وعن فروقَ الخوفَ سرى

بهِ نُسفت ثلثُ مدرَّعاتٍ

كمثل عصافةٍ بالريح تُذرى

وكان الخطبُ للحلفا نذيراً

بان وراءهُ شرًّا شمرا

وأعوزهم على العسرِ اصطبارٌ

ولو صبروا قليلاً صار يسرا

فظل الدردنيل كما نراهُ

طليقاً من قيود الاسر حرَّا