أشاب الصغير وأفنى الكبير

أشابَ الصّغيرَ وأفْنى الكبيـ

ـرَ كَرُّ اللّيالي ومَرٌّ العَشِيِّ

إذا لَيْلَةُ هرّمَتْ يَومَها

أتى بَعْدَ ذلِكَ يومٌ فَتِي

نَروحُ وَنَغْدو لحاجاتِنا

وحاجَةُ مَنْ عاشَ لا تَنْقَضيْ

تموتُ مَعَ المَرْءِ حاجاتُه

وتَبْقى له حاجةٌ ما بَقيْ

إذا قُلتَ يوماً لمنْ قد تَرى

ألم ترَ لُقمانَ أوصى أبنه

وأوصَيتُ عمراً ونِعمَ الوَصي

بُنَي بدا خِبُّ نَجوى الرجالِ

فَكُن عِنْدَ سِركَ خِبَّ النَّجي

وسِرُّكَ ما كان عِنْد امْرئٍ

وسِرُّ الثلاثةِ غيرُ الخفِي

فَكُلًّ سوادٍ وأن هِبتَهُ

من اللّيل يُخشى كما تَختشي

أرِدْ محكمَ الشعر إنْ قُلتَه

فإن الكلامَ كثيرُ الروي

أرُوني السَّريَّ أرَوْكَ الغَني

كما الصَّمتُ أدنْى لِبَعْضِ اللسانِ

فَبَعْضُ التكلُّم أدْنى لِعِي

دَعِ النّفْسَ اتّباعِ الهّوى

فَما للفتى كُلُّ ما يَشتهي