أنثى الغيم

 (إلى أمل)

أنا وَلَدُ الغيمِ .. أو

إنني نسْغُهُ .. أو

أبوهُ

أنا كأْسُهُ ال .. يحتسيني

صباحا.

وعندَ اكتمالِ القصيدةِ

تلك التي

كلّما راودتني استوى كل سطرٍ

جناحا.

أطيرُ مع الغيمِ شعراً تناثرَ

مثلَ رذاذٍ على

قَمَرٍ مستفزِّ الضِّياءِ

وأهمي على كوكبٍ .. حطَّ رُكْبَتَهُ

في دمي

واستراحا.

ثم صلّى .. وأصغى إليَّ

بكى

ثم باحا.

هناك .. رأيتُ الإناثَ

كما تتدلّى الملائِكُ

تأتي إناثُ الغيومِ

وتشربُ ما يتسنّى لها

من رذاذٍ

وشعرٍ

ودمعِ سماءٍ بكتْ لوداعي

وتشْرَبُني .. فَتَضُجُّ بها الأغنياتُ

فتهطِلُ

ها إنني والقصائدُ

نهْطِلُ

في جوفِ

أنثى الغيومِ .. على

كوكب ٍ شاحبٍ إسمهُ الأرضُ

_ والأرضُ تعشقُ أنثى الغيومِ وتعشقني _

نتدلى معاً

لنُحاضِنَها

فيصيرُ الجنوبُ ذراعاً

يصيرُ الشَّمالُ ذراعا.

نُؤجِّجُها بالأغاني

نُبدّلُ كلَّ فساتينِها

وتَفِرُّ الغزالاتُ من بين

أكمامِنا

تَخْشَعُ الرّيح .. ينقلبُ الرملُ

ورداً

تعود المياهُ إلى نهرِها

والوعولُ إلى رقصِها

والدّفوفُ إلى

سعَفِ النخلِ

تغدو الفواكهُ قيثارةً

…..

ها هي الأرضُ تجثو على ركبتَيْها.

مثلما الطفل تغفو

على صدر أنثى الغيومِ

وتحلم.