استهلال

أنا يا صديقةُ

من طلْحِ هذي الصحارى

ومن ملحِ هذي البلادِ

ومن صمت كل الجياعْ.

فحينَ تزاوجَ دمعُ النّدى

بالإقاحِ الحزينِ

ومالت سنابلُ أرضيَ حُبلى

وعند امتزاجِ دموعِ الثّكالى

بريشِ الطيورِ التي

سرقَ الخائنون فضاءاتِها.

أفرزَ القمحُ نطفةَ بؤسٍ

رماها

على رحمِ بَيْدَرِ هذا الضّياعِ

فألقت بها الذّارياتُ

على جبل الملحِ

حتى غدت مضغةً

ثم عظماً

ولم ينبت اللحم بين نيوبِ السباعْ.

وغطى الزمان العظام من العريِ بالرّملِ

حتى ولدْتُ كَكُلِّ الرِّعاعْ.

كبُرتُ على صمتِ هذي الصحارى

شربتُ عصارةَ حنظلِ أرضِ الحيارى

فأفرزَ طعمُ المرارِ بحنجرتي لحنها

وتوالتْ عليَّ

الحناجرُ

لكنني رغم هذا المرارِ

زجرتُ الحناجرَ عني

وصِرتُ أغنّي

وما كنت صوتا لغيري

وما كنت يوماً صدىً

مستعارا.