الصعلوك

طفلٌ يتشكّلُ في قطعِ الليجو

يتلهّى بقرونِ الماعزِ يجمعُها

منذُ ولادتِهِ قُدّامَ الإنترنت.

لا يدهشُهُ الاستنساخُ

وأن يولدَ رجلٌ دونَ أبٍ ..

لا يدهشُهُ أن يبقى قلبٌ لحميٌّ

يتنقّلُ بين الأجسادِ ولا يبلى …!

طفل يتشهّى لبنَ النعجةِ

دوللي

يهزأُ حينً نحدّثهُ عن غولِ الغابةِ

أو فانوس علاء الدينِ

أو الخيلِ الخشبيّةِ حين تطيرْ.

لا يدهشه إلا أن يتفجّرَ رأسي باللامعقول

لأكتب شعراً.

والحسناءُ اللابسةُ الفيزون.

تتعاطى دمعَ العزّابِ المقهورينَ

وتدمنُ تغريدَ الشعراءِ

وتصفيقَ الغاوين.

لا يدهشُها غزلي العذريُّ

وتحتاجُ لكي تفرحَ أن أدخلَ

في الأسلاكِ ولا أتكهربْ !!!

وأنا … أحتاجُ لمعجزةٍ

كي أكتبَ شعراً مفتوحَ الشّين.

محتاجٌ

لامرأةٍ تسكبُ فِتْنَتَها في جسدي

تُجْلِسُني قربَ المِدفأةِ

لتطفئ بردَ الأرصفةِ الليليِّ

وتعفيني من تبغي

والفولِ المجنون “بمطعم هاشمَ”

وتعلمُني شيئاً عن أنواع العطرِ ..

وكيف أقبل أمي في ظهر يديها ..

محتاجٌ

أن أَلبسَ ربطةَ عنقٍ ..

أن أدعَ الشبّابة في فكّ التيسِ الجبليِّ

وأتركَ كل الماعزِ دون غناء.

كي أدخلَ دورةَ حاسوبٍ متقدمةٍ

محتاج أن أدخل هذا العصر (الإنترنتيَّ) من الشبّاكِ

وألحقَ بالبابِ الهاربِ منّي منذُ قرونٍ

محتاجٌ

محتاجٌ

محتاجٌ

يا هذا الراعي لا تتعب نفسكَ

لا يملك ما تحتاج سوى عزرائيل.

فإذا لم يدركك الموت قريباً

كيف إذن ستمارسُ طقسَ الرّعْيِ

لأحفادِ النّعْجَةِ

دوللي ؟