القدوم الثاني

بُعِثْتُ وليداً

لأَقْوى.

وكان الكلامُ الذي لمْ تَقُلْهُ القُبورُ

يُمارِسُ في خافِقي طَقْسَ

نَجْوى.

وقدّيسةُ القَبْرِ تَزْرَعُ

في مَسْمَعي همسَ

تقوى.

تعثّرتُ في الكهفِ .. قمتُ

تعثّرتُ قمتُ

تعثّرتُ قمتُ

تعثّرتُ ثم اسْتقَمْتُ

وأشعلتُ فانوسَ كهفي قوياً ..

ولكن جِنِّيَّةَ الرَّصْدِ

أقوى!

تُوَسْوِسُ تَرْصُدُ.. تفتحُ طلسمَ

ظَنّي

وتعويذةُ الملحِ تَحْجُبُ

عنّي

فَتَنْشُرُ أشْباحَها في الظّلامِ

وتبصرُ كل الخفافيشِ

عيْني

وتعويذةُ الملحِ تحجبُ

عنّي

ويهرب صمتي

أغني .. فتأتي

صواحِبُ يوسفَ تسمعُ

لحني

وتعويذةُ الملحِ تحجبُ

عني

فيسرقنَ فانوسَ كهفي

أضمُّ يديّ لجيبي

فيسطعُ وِرْدي لأقرأَ نوراً

فأرقى.

وقِدّيسَةُ القبرِ تهمسُ .. تهمسُ

موسى تَمَسّكْ …. فما قد بعثتَ

لتشقى.

وترمي إليّ عصايَ فألقي

وتسعى.

يذوبُ الخُوارُ… يذوبُ الخُوارُ

وتسقطُ جِنِّيَّةُ الرّصدِ

هلعى.

تُشَقِّقُ زَمْزَمُ صَخْرَةَ مِلحي

فينبجسُ القلبُ

نبعا.

وأقرأُ وِرْدي فَيَكْبُرُ فانوسُ كَهْفي

ويَنْتَصِبُ الصّدْرُ

دِرْعا.

فأهتِكُ ألفَ حجابٍ لأُبصِرَ وَجْهَكَ

هذا الذي عَتَّقَتْهُ السُّنونُ

بخوفِكَ مني

تفرُّ

تفرُّ

ألا أيّها السّامريُّ

لأي الدروبِ تفرُّ؟

هنا المستَقَرُّ.

سيأتي زمانٌ يبعثرُ ما في القبورِ

من الصَّمْتِ

ثم يحصِّلُ ما في الصُّدورِ

من المقتِ

يزرعُ في كلِّ شِبْرٍ ملاكْ.

ويُخْرِجُ من كلِّ قبرٍ ملاكْ .

ويأتيكَ من كلِّ ذرّةِ ملحٍ ملاكْ.

ويأتيكَ من كلِّ ذرّةِ ملحٍ ملاكْ.