صوت هامس

تلفتُّ حولي فأوْجَسْتُ خيفةْ.

فَسِرتُ إليكَ

فرارا.

وآنسْتُ في داخلِ الجوفِ

نارا.

فجئت لأطفئَ جوعي

وخلّفتُ أمّي تُهدْهدُ قوماً

صِغارا.

وتغلي المياهَ ولكنَّ صوتَ الحصى

داخلَ القدرِ

لا يتوارى.

فلا النّار تخبو ولا القدرُ

فارا.

ولا القومُ ملّوا

انتظارا.

فَررْتُ لعلّي أواري برملكَ

سوءةَ روحي إذا ما تعرّتْ

وصفرةَ وجهي إذا ما غدتْ

(فاقع لونها)

وأشهدُ ملءَ عيونِكَ لوني

إذا نونُ عينيَّ

غارا.

ولكنني إذ وصلتُ إليكَ

لهثتُ طويلاً.. تنفّستُ حتى

الغبارا.

وكان فؤادي الذى هدَّهُ

السَّيرُ عصفورَ حبٍّ

ويحلم بالقمحِ .. لكنّهُ

عندما أطبقَ الملحُ حولي

الحصارا.

رأى القمح ملحاً ..

فطارا.

فَبِتُّ أصلّي على شاطئِ الملحِ

ثم أرتل سورة موتي

جهارا.

وأُعلنُ خوفي وعُريي إليكَ

وأعلنُ حزني عليكَ

فها أنت مَيْتٌ

كحلمي الذي ذابَ لمّا

طوى الليلُ فيه

النهارا.