قالت الراعية

رماداً رأيتُك…

منذ تركتَ سفينةَ نوحٍ

وكنت أناديكَ

أقبلْ

فلا عاصمَ اليومَ

أقبلْ

ستهوي الجبالُ

فأقبلْ

فإني سأبقى مع

الراسياتْ.

تولّيتَ عني

وغَشَّيْتَ وجهَك ثوب الفرارِ

إلى أن نَعَتكَ أليَّ الضلوعُ

إذا ما الفؤاد

تشظّى.

سراباً رأيتك

منذ فررتَ من النارِ

والماء كان يفوِّرُ تنورَ جوفي

وأقلع غيم السماءِ

تشقّقت الأرضُ والماءُ غيضَ

وتنّور جوفِك خوفاً

تلظّى.

فررتَ

وفاض بجوفك طوفان ذنبٍ

وفاض بصدري طوفان صفحٍ

فعد بعد عشرٍ

وقل للقطيع يكفُّ

النواحْ.

وألق إليهم تراتيلهم كي يعودوا

على ماء مدين لا يحمل القلب تثريب ذنبٍ

على ماء مدين يرتفع الحب صرحاً ويدمل كل

الجراحْ.

ويأتي الرعاة ….

وتسقي لنا… أيهذا القوي الأمين

على ماء مدين يمتدّ عمرُ

الصباحْ.

وفي كل يوم…. سنزرع عشقاً

وليداً

ونرفع صرحاً

جديداً

فإن هزت العاتياتُ براعمَنا سنغني:

على ماءِ مدينَ لا عشقَ دونَ

رياحْ.

على ماء مدين لا عشق دون

رياحْ.