قال الراعي النرجسي

هو الليلُ يغشى

قلوبَ البعيدينَ عنكِ

ويأْسِرُ أرواحهمْ في النّهارِ الذي

ما تجلّى.

هو الحوتُ يبلعُ كلّ الفوانيسِ

يبلعُ أقمارَنا…. في المساءِ

ويبلع آفاقَنا…. في الصباحِ

ويبلعُ أحلامَنا

العارياتْ.

هي الشمس بنتُ شعيبٍ

وتأْفُلُ في ماءِ مدينَ أصرخُ يا أجملَ

العاشقاتْ.

تغيبين في حلمي الأزليّ فأهذي

لماذا إذا اقتربَ الحلمُ من أفقِ الصّحوِ

عانَدهُ القبرُ

والتفَّ حولَ الوسائدِ شيطانُ

نومي

وداستْ سدولُ الظلامِ مرابعَ

حلمي

لماذا إذا زارني ملك الصّحوِ تطردهُ

الهمهماتْ؟

لأي الهواجسِ يمتدُّ بُعدُ المسافةِ

ما بين دهري

ودهري

طوييييييييييل ألا أيها الليل فاصدعْ

بِسرّي

علاماتُ صحوي من الحلمِ

أن تخرجَ الشّمسُ من ماءِ مدينَ

أن يلدَ القلبُ ربّتهُ

فأغني:

وداعاً ألا أيّها الميّتُ النّرْجِسيّ

فتأتي الكواكب تهذي

بشعري

أنا مارد الشّعرِ

لو أعتقتني القبورُ

لصرتُ على ماءِ مدينَ أسطورةً

للصبايا

أنا سيد الشعراءِ

فلو قذفتني ملائكةُ الصّحوِ من قبرِ لوطَ

لصار غنائي على الدّهر ترويدةً

للعذارى

أنا أجمل العاشقينَ

سوى

أن قلبي ينشفه الملح

لا يلتقي الخافقان

فهذا أجاجٌ… وهذا

فراتْ.

أنا فارسٌ للحكايا

سوى

أن خيلي يدوِّخُها البحرُ

تجثو لترفعَ حلمي فتخذلُها

القادحاتْ.

أنا أنت يا قبرُ

موتي طويلٌ …

وهاجسُ حلمي ثقيلٌ

وليستْ تهدهدني الشمسُ

ما زلتُ أصرخُ

يااااااااااا أخت مدين يا أعذب

الجارياتْ.

تثاقل في الظّلامُ

حنانيكِ

ردّي لقبري تراتيلَهُ كي يصلّي

ومُدّي لتوبةِ صَدري يداً من وميضٍ

فإني صغيرٌ

صغيرٌ تشيخُ بجبهتهِ

الصّبيناتْ.

يحجّ إليكِ على صَهوةِ الحلمِ دهراً

وفيه تنامُ جبالُ مؤابٍ

سكارى

فأي الينابيعِ تسكبُ حباً إذا جفَّ مدينُ؟

أي الصوامعِ تمحو

الخطايا؟