قبل الرحيل

هاتي العهود على الوفاء وهاكِ

وإليك ذي يُمنايَ في يُمنَاكِ

قسما بحبك والذي برأ الهوى

وأذاب روحي في سعير لظاك

لأظل أرعى العهد شأن متيم

آلى على الأيام أن يهواك

هاك الفؤاد إذا أردت وديعة

وتملّكيه فإنه مولاك

وغدا إذا أزِفَ الوداع وأقلعت

فلك الرحيل وآذنت بنواك

وغدوت أرتقب الفراق بمهجة

حيرى وقلب عالقٍ بحماك

ولبثت أستثني التراب كأنني

أتنشَّق النسمات عبر ثراك

ووقفت أُلقي للمنازل نظرة

وأزود العينين من مغناك

فيلوح لي مهدي وعش طفولتي

وعرائسي وملاعبي برؤاك

وصويحبات صافيات كالندى

أو كالورود زواهر وزواك

بغداد إن أزف الوداع وصاح بي

داعي الرحيل مناديا بنواك

وشددت من فوق الحشا واستعبرت

عينان لم تدر البكا لولاك

وبدوت لي فجر الرحيل طروبة

تتمايل النخلات من نجواك

ويضوع نشْرك في النسيم كأنما

سر الحياة مضوَّع بشذاك!

ولئن مضيت وخف بي ركب النوى

وأقمت في (باريس) لا ألقاك

لهواك زادي بل لِقَاكِ تعلَّتي

والعيش أن أحيا على ذكراك