الناشر
أحمد الحفظي 4 قصيدة
أحمد بن عبد الخالق بن إبراهيم بن أحمد بن عبد القادر الحفظي، العجيلي، الشافعي. ولد في قرية عثالف برجال ألمع بوادي حلي سنة 1250هـ، ونشأ وتربى في كنف والده، حيث تلقى العلوم على يديه وأخذ العلم عن عدد من علماء أسرة آل الحفظي ومنهم زين العابدين بن محمد الحفظي، وعبدالرحمن بن محمد الحفظي، وسليمان بن محمد الحفظي وارتحل في طلب العلم إلى مدينة أبي عريش موطن العلم والعلماء، فتتلمذ في اللغة العربية على يد العلامة الحسن بن أحمد عاكش، من مشاهير علماء رُجال ألمع، ومن أبرز شعراء الجزيرة العربية في عصره، من أعمال تهامة عسير، ثم ارتحل في طلب العلم إلى المخلاف السليماني والحجاز، وتتلمذ للقاضي عاكش الضمدي وغيره من علماء أبي عريش وضمد. ولما قمعت ثورة عسير سنة 1288هـ كان ضمن الأسرى الذين اقتيدوا إلى الأستانة، وأفرج عنه سنة 1293هـ، وعين مفتياً لمنطقة عسير منذ عام 1301هـ. له تآليف لا تزال مخطوطة في التاريخ والأدب والفقه والحديث، و(ديوان شعر) نعته بأنه في القياس على وزن ديوان أبي فراس. ثم انتقل لمدينة ضمد حيث درس على يد الشيخ محمد بن ناصر الحازمي وعباس بن إبراهيم الحازمي وحسين بن أحمد الحازمي، وفي عسير تلقى علومه من أبرز علمائها الشيخ مسفر بن عبدالرحمن الدوسري، وظافر بن سعيد، ثم يمم شطر مكة المكرمة بصحبة والده العلامة عبدالخالق بن إبراهيم الحفظي، فأخذ عن بعض علمائها الأفاضل ومنهم الشيخ الشريف صالح جميل الليل ودرس علوم الفقه والتاريخ على يد أعمامه، وسافر إلى اليمن ليدرس التفسير على يد علمائها، ثم اتجه إلى مكة المكرمة. منح السلطان العثماني عبدالحميد الثاني أحمد الحفظي وساماً مجيدياً مرصعاً بالمجوهرات من الدرجة الأولى بتاريخ غرة المحرم من عام 1295هـ، كان من أهم مؤلفات الشيخ أحمد حين كان في تركيا كتابه "تفسير القرآن الكريم" في ثلاثة مجلدات، و"السياسة الشرعية فيما يجب على الراعي والرعية"، وديوان شعر ضم كثيراً من أشعاره، "الديوان المرضي"، "تصدير البردة وتعجيزها"، "رسائل في الفقه والأدب" وأكثر ما كتبه كان أثناء توجهه إلى اسطنبول، وقد وصف رحلته، كما وصف في مذكراته آلية المفاوضات مع بعض معارضيه قائلاً إذا أردت أن تفاوض، تجرع من عدوك الغصة حتى تأتيك الفرصة. وفي كتاب (نفحات من عسير) و(شعاع الراحلين) مقتطفات من شعره، واشتهرت له خطبة ألقاها أمام الخليفة العثماني عبد العزيز بن محمود (انظرها في مجلة العرب (24/ 471) وفيها ترجمة موسعة للحفظي. توفي الشيخ أحمد بن عبدالخالق الحفظي، بقرية عثالف عام 1317هـ، وما أن سمعت قبائل وعشائر عسير بخبر وفاته إلا وتوافدت من كل مكان للصلاة علية والعزاء فيه رحمه الله رحمة واسعة.