الناشر
الحيص بيص 666 قصيدة
أبو الفوارس، سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي، الملقب شهاب الدين، أديب وشاعر وفقيه مشهور من أهل بغداد، كان من أعلم الناس بأخبار العرب ولغاتهم وأشعارهم، لقب بحيص بيص لأنه رأى الناس يوماً في حركة مزعجة وأمر شديد، فقال: «ما للناس في حيص بيص» فبقي عليه هذا اللقب، ومعنى هاتين الكلمتين الشدة والاختلاط، وقيل سبب تلقبه بيت قاله يفتخر: وإني سوف أرفَعكم بيأس وإنْ طال المدى في حَيْص بيص
يرش كثيف الدجن حينا وتارة
يرشُّ كثيفُ الدجْن حيناً وتارةً له ساكبٌ من رائق الماء هاطلُ ويفضل جَوْدَ السحب جُودُ محمدٍ
أبى الله أن تمسي همومي صواحبي
أبى اللّهُ أن تمسي همومي صواحبي ويُجهل فضلي وهو في الأرض سائرُ وأنْ تلحظ الأعداءُ مني خصاصةً
اذا اغبرت فجاج الأرض محلا
اذا اغبرت فجاجُ الأرض محْلاً فغاضَ الغمرُ وابيضَّ النَّضيرُ وأخلَفتِ الغوادي كلَّ أرضٍ
أقول وقد طاب النسيم بمدرجي
أقولُ وقد طابَ النسيم بمدرجي وزاد مراح العيس وامْتعج الركبُ ومادتْ بأعطافِ المداليج نشوةٌ
يود المسف الجون تحمله الصبا
يودُّ المُسفُّ الجون تحمله الصبا سرى موهِناً والليلُ كالبحر ماتع نشاصُ الثُّريَّا ديمةٌ بعد ديمةٍ
يا راكب الهوجاء لولا البرى
يا راكب الهوجاء لولا البُرى لقلتُ هوجاءُ صَباً أو شَمالْ عاصِفَةٌ ايْسَرُ اِرقالِها
اعيذ يدا وقفا على البأس والندى
اُعيذُ يداً وقفاً على البأس والندى تسحُّهما في مُستجيرٍ ومُعْدمِ بألْطافِ ربِّ العرش من كل حادث
تهن بهاء الدين بالعام قاطعا
تَهنَّ بهاء الدين بالعامِ قاطِعاً لأمثالهِ ما ذَرَّ في الاُفق شارقُ فأنت الحسام العضب والعزم حدُّه
أعيذكم بمجدكم ومدحي
أعِيذُكمُ بمجدِكمُ ومدْحي وصدق وَلايَ من قطع الرُّسومِ وما أبْقَتْ لي الأيامُ عَوْناً