الناشر
التطيلي الأعمى 112 قصيدة
أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون في بني الأفطس. ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال: له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.
النوم بعدكم علي محرم
النوم بعدكمُ عليّ محرّم من ذا ينام وقلبه يتضرّم ماء الحياة وقد نأيتم آسن
ليس على لهونا مزيد
ليس على لهونا مزيد ولا لحمامنا ضريبُ ماءٌ وفيه لهيبُ نارٍ
حمامنا فيه فصل القيظ محتدم
حمامنا فيه فصل القيظ محتدم وفيه للبرد صرٌّ غر ذي ضرر ضدان ينعم جسم المرء بينهما
صب له في كل عضو مدمع
صبٌّ له في كلِّ عُضْوٍ مَدْمَعُ هَجَعَ الخليُّ وليلُهُ ما يَهْجَعُ لعبَ الفراقُ بصبرهِ وعزائِهِ
هل استمالك جسم ابن الأمين وقد
هل استمالكَ جسمُ ابنِ الأمينِ وقد سالتْ عليه من الحمَّام أنْداءُ كالغُصْنِ باشرَ حرَّ النارِ من كثبٍ
الدهر إيحاش وإيناس
الدهرُ إيحاشٌ وإيناس والناسُ ما لم تَبْلُهُمْ ناسُ وكلُّ ما في القلبِ مُسْتَأنَفٌ
يا حسن حمامنا وبهجته
يا حُسْنَ حمَّامِنا وبَهْجَتهُ مرأىً من السّحْرِ كلُّهُ حَسَنُ ماءٌ ونارٌ حَماهُما كنفٌ
ونبئت ذاك الوجه غيره البلى
ونبئتُ ذاك الوجهَ غَيّرَهُ البِلى على قُرْبِ عَهْدٍ بالطّلاقة والبِشْرِ بكيتُ عليه بالدُّموعِ ولو أبَتْ
أبا حسن دعاء أو خنينا
أبا حَسن دُعاءً أو خنيناً ولا آلوكَ إنْ كانَتْ خَبالا أُنادي في التَّظلُّمِ منْ زَمَانٍ