الناشر
ابن البواب 2 قصيدة
علي بن هلال، أبو الحسن المعروف بابن البواب. ولد في بغداد لا يعرف على وجه اليقين تاريخ مولده، وإن كان يرجح أنه ولد في حدود سنة 961 م. سمي (بابن البواب) لان أبوه كان بواباً لبني بويه. خطاط مشهور، قال عنه ياقوت الحموي في معجم الأدباء: صاحب الخط المليح والإذهاب الفائق. من أهل بغداد. تتلمذ على يد عثمان بن جني اللغوي الشهير وتعلم فن الخط العربي على يد ابن أسد الخطاط المعروف. كان كاتبا ماهرا إلى جانب كونه خطاطا بارعا. له رسالة بارعة أنشأها في فن الكتابة، ذكرها ياقوت الحموي في معجم الأدباء، ويقول عنه الذهبي: «إنه ملك الكتابة». ولقبه المؤرخ ابن الفوطي بأنه «قلم الله في أرضه»، وذكره ابو العلاء المعري، فقال يمدح جمال خطه: ولاح هلالٌ مثل نونٍ أجادها.....بجاري النَّضار الكاتب ابن هلالِ ويقال له ابن الستري لأن البواب ملازم لستر الباب، قرأ القرآن وتفقه وفاق أهل عصره في الخط المنسوب حتى شاع ذكره شرقاً وغرباً، هذب طريقة ابن مقلة وكساها رونقاً وبهجة. ونسخ القرآن بيده 64 مرة، إحداها بالخط الريحاني لا تزال محفوظة في مكتبة (لا له لي) بالقسطنطينية. ترك ابن البواب منظومة في فن الخط وآثارًا فنية خطها للمصحف الشريف وبعض الكتب. أما المنظومة فهي: رائية ابن البواب في الخط والقلم، وهي في أدوات الكتابة، وقد نشرها نفر من الباحثين مثل: محمد بهجة الأثري، ولها شرح بقلم ابن الوحيد شرف الدين محمد بن شريف الزرعي، المتوفى في القاهرة سنة (711هـ الموافق 1311م بعنوان «شرح ابن الوحيد على رائية ابن البواب»، ونشر هذا الشرح في تونس سنة 1387هـ الموافق 1967م. ومن آثاره الباقية مصحف قرآني كتبه في بغداد سنة 391هـ الموافق 1000م، وهو محفوظ في مكتبة جستر بيتي في دبلن بأيرلندا. وخط رسالة أبي عثمان بن بحر الجاحظ في مدح الكتب والحث على جمعها، وهي محفوظة في خزانة متحف الآثار التركية الإسلامية بالآستانة، وهي مختومة بقوله: «كتبه علي بن هلال حامد الله على نعمه». في سنة 1955م نشر المستشرق د. س. رايس المصحف الوحيد الذي بقي من كتابته، مصحوباً بدراسة تحليلية مفصلة ومستندة على وثائق. رثاه الشريف المرتضى في قصيدته التي مطلعها: من مثلها كنت تخشى أيها الحذر....والدهر إن همّ لا يبقي ولا يذر توفي سنة 1022م.