الناشر
ابن هانئ الأندلسي 119 قصيدة
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم، يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة. أشعر المغاربة على الإطلاق. وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق. وكانا متعاصرين. ولد بإشبيلية، وحظي عند صاحبها (ولم تذكر المصادر اسمه) واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة، وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤوا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى إفريقية والجزائر. ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ بن إسماعيل) وأقام عنده في (المنصورية) بقرب القيروان، مدة قصيرة. ورحل المعز إلى مصر، بعد أن فتحها قائده جوهر، فشيعه ابن هاني وعاد إلى إشبيلية فأخذ عياله وقصد مصر، لاحقاً بالمعز، فلما وصل إلى (برقة) قتل فيها غيلة. له (ديوان شعر - ط) شرحه الدكتور زاهد علي، في كتاب سماه (تبيين المعاني في شرح ديوان ابن هاني - ط) وترجمه إلى الإنكليزية.
قد مَرَرْنَا على مَغَانيكِ تلكِ فرأينَا فيهَا مَشابِهَ مِنكِ عارَضَتْنا المَها الخوَاذِلُ أسْرا
فتكات طرفك أم سيوف أبيك
فَتَكاتُ طَرْفِكِ أم سيوفُ أبيكِ وكؤوسُ خمرٍ أم مَراشفُ فيكِ أجِلادُ مُرْهَفَةٍ وَفَتكُ مَحاجِرٍ
أرياك أم ردع من المسك صائك
أرَيّاكِ أمْ رَدعٌ من المسك صائكُ ولحظُكِ أم حَدٌّ من السيْفِ باتِكُ وأعطافُ نَشوَى أم قَوامٌ مُهَفْهَفٌ
ما باله قد لج في إطراقه
ما بالهُ قد لَجَّ في إطْراقِهِ ما بالُه قد ذابَ من أشواقِهِ ما ذاكَ إلاّ أنّ مَعشوقاً لَهُ
أمن أفقها ذاك السنا وتألقه
أمِنْ أُفْقِها ذاك السّنا وتألُّقُهْ يُؤرِّقُنَا لو أنّ وَجْداً يُؤرِّقُهْ وما انفكَ مُجتازٌ من البرْقِ لامِعٌ
وشامخ العرنين جاثليق
وشامِخِ العِرْنِينِ جاثلِيقِ مُرَوَّعٍ بمِثلِنَا مَطروقِ باتَ بلَيْلِ الكالىءِ الفَرُوقِ
أحين ولت أنجم الأفق
أحِينَ وَلَّتْ أنجُمُ الأفْقِ وانهزَمَ الغَربُ عن الشرقِ وخِلْتَ خَيلاً جُلنَ في مَعرَكٍ
أبلغ ربيعة عن ذي الحي من يمن
أبِلغْ ربيعةَ عن ذي الحيِّ من يمَنٍ أنّا نُؤلِّفُ شَمْلاً ليس يَفترِقُ أنّا وإيّاكُمُ فَرْعانِ من كرمٍ
قمن في مأتم على العشاق
قُمْنَ في مأتمٍ على العُشّاقِ ولَبِسْنَ الحِدادَ في الأحداقِ وبكينَ الدَّماءَ بالعَنَمِ الرَّطْ
أليلتنا إذ أرسلت واردا وحفا
أليلَتَنا إذ أرْسَلَتْ وارداً وَحْفَا وبتنا نرى الجوزْاءَ في أُذنِها شَنفا وباتَ لنَا ساقٍ يقومُ على الدّجَى