أبتي

لبيروت أوجاعُها 

ولي ما تبقَّى من الحزنِ 

لي آيةُ الصَّبر يا أبَتي 

ولهم ما يشتهون 

لهمْ أرضهم ولهم دفؤهم 

ولهم كلّ شيء 

ولي صُورة في إِطَارٍ 

تذكرتُك الآن يا أَبَتي

 منْ سَيُخرسُ هذي الدموع 

ومنْ ذَا يحدِّثُني عَنْ بريقِ العُيونِ 

ومنْ ذَا يحدِّثُني عَنْ بُطُولاَتِ جَدِّي 

أَبَتي أَعْرِفُ الآن أنَّكَ لا تَشْتَهِي 

أَنْ أَخُوضَ حَدِيثًا 

وأَنَتَ الَّذِي كُنْتَ تُوصِي 

جميعَ الأَحِبَةِ 

كيفَ يكونُ الحديثُ 

وكيفَ يكونُ الكلامُ 

وكَيْفَ يَكُونُ السُّكوتُ 

أنا لم أُحَدِّثهم 

عن قصائدِ أُمِّي وعَنْ خُبْزِهَا 

كيفَ كنْتَ تُمَيِّزُهُ عنِ جميعِ الموائدِ

كنتَ تعرفُ كُلَّ الذينَ أَتَوْا والذين يَنَامُون

بعضًا منَ الوقتِ يا أَبَتي 

كنْتَ تَسْأَلُني عنْ أَخٍِ طيبٍ 

وعنِ البرتقالِ وكأسِ الحليبِ 

وعنْ وطنٍ لم يزلْ هَاهُنَا رَابِضًا 

لم يزلْ هَاهُنَا رَابِضًا 

كُنْتَ تَسْأَلُنِي … كُنْتَ تَسْأَلُنِي 

عين وسارة في  07 /12/ 1998م